عنوان المقال: "سبتمبر الأحمر" قادم - إليك ما يمكن توقعه من سوق البيتكوين
المؤلف الأصلي: خوسيه أنطونيو لانس
المصدر الأصلي: decrypt
ترجمة: Mars Finance، ديزي
نظرة سريعة:
منذ عام 2013، انخفضت عملة البيتكوين في سبتمبر بمعدل 3.77%، وحدثت انخفاضات شهرية 8 مرات خلال 11 عامًا.
الضغط الموسمي - من إعادة التوازن في الصناديق إلى عدم اليقين في سياسة الاحتياطي الفيدرالي - أدى إلى زيادة مشاعر الملاذ الآمن في السوق، وانتقل من سوق الأسهم إلى سوق العملات المشفرة.
خلفية هذا العام أكثر تعقيدًا: تشمل الحروب، التضخم العنيد، وعدم اليقين من الاحتياطي الفيدرالي، مما يجعل 105000 دولار خط الدفاع الرئيسي للمتداولين.
دخل السوق في دورة "سبتمبر الأحمر"
مع اقتراب شهر أغسطس من نهايته، يتقلب سعر البيتكوين في نطاق معين، بينما يقوم متداولو العملات المشفرة بما يفعلونه كل عام في هذا الوقت: الاستعداد للانخفاض.
ما يُعرف بـ "سبتمبر الأحمر" (Red September) أو "أثر سبتمبر" (The September Effect) قد أزعج الأسواق لمدة تقارب القرن. منذ عام 1928، كانت العائدات المتوسطة لمؤشر S&P 500 في سبتمبر سلبية، وهو الشهر الوحيد الذي يظهر أداء سلبياً باستمرار لهذا المؤشر. أما بالنسبة للبيتكوين، فإن السجل أسوأ - منذ عام 2013، انخفض البيتكوين بمعدل 3.77% في سبتمبر، مع حدوث 8 عمليات تصحيح كبيرة (المصدر: Coinglass).
آلية السوق في سبتمبر الأحمر
قال يوري بيرغ، مستشار مزود السيولة المشفرة السويسري FinchTrade، في مقابلة مع Decrypt:
"هذا النموذج سهل التنبؤ: ستزداد المناقشات السلبية على وسائل التواصل الاجتماعي حوالي 25 أغسطس، وبعد ذلك ستزداد كمية ودائع البيتكوين في البورصات خلال 48-72 ساعة."
وأضاف:
"لقد تحولت "سبتمبر الأحمر" من ظاهرة غير عادية في السوق إلى تجربة نفسية شهرية. نحن نشهد السوق بالكامل يعتمد على التاريخ بدلاً من الأسس، ويدخل في حالة بيع بناءً على التوكيد الذاتي."
يمكن تتبع آلية "سبتمبر الأحمر" إلى السلوك الهيكلي المتشابك في السوق كل خريف.
تت结束 السنة المالية لصناديق الاستثمار المشتركة (mutual funds) عادةً في سبتمبر، مما يؤدي إلى جني خسائر ضريبية وإعادة توازن المحافظ، مما يطلق الكثير من أوامر البيع في السوق. بعد انتهاء عطلة الصيف، يعود المتداولون إلى مكاتبهم لتقييم مراكزهم مرة أخرى بعد أشهر من ضعف السيولة. في الوقت نفسه، بعد عيد العمال، تزداد إصدارات السندات، وتبدأ الأموال المؤسسية في التحول من الأسهم والأصول عالية المخاطر إلى المنتجات ذات العائد الثابت.
بالإضافة إلى ذلك، سيعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي (FOMC) اجتماعه في سبتمبر، وغالبًا ما تؤدي هذه الحالة من عدم اليقين في السياسات إلى تجميد الطلب حتى يتضح اتجاه السياسة.
في مجال العملات المشفرة، ستتضخم هذه الضغوط بشكل أكبر: بيتكوين يتم تداوله على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وعندما تتسارع عمليات البيع لا يوجد "آلية توقف مؤقت"؛ بالإضافة إلى ذلك، فإن القيمة السوقية الإجمالية صغيرة، مما يجعلها أكثر عرضة لتأثير تدفقات الأموال الضخمة، خاصة عندما يقومون بتحويل الأرباح إلى العملات البديلة.
تأثير السوق التقليدي وتأثير مضاعفات المشتقات
عادة ما تبدأ سلسلة التفاعلات من الأسواق التقليدية وتنتشر إلى سوق العملات الرقمية خلال أيام.
عندما ينخفض مؤشر S&P 500، يقوم المستثمرون المؤسسيون ببيع البيتكوين أولاً لتلبية متطلبات الهامش الإضافي أو لتقليل مخاطر المحفظة. بينما يقوم سوق العقود الآجلة بتضخيم الخسائر من خلال "أثر التصفية القسري" - حيث يمكن أن يؤدي انخفاض بنسبة 5% في السوق الفوري إلى تصفية بنسبة 20% في سوق المشتقات.
في الوقت نفسه، بدأ مؤشر المشاعر الاجتماعية في الانخفاض في نهاية أغسطس، وسيقوم المتداولون بالبيع مسبقًا لتفادي الخسائر المتوقعة. كما يقوم متداولو الخيارات بتحوط المخاطر من خلال بيع البيتكوين الفوري عندما ترتفع التقلبات، وهذا الضغط الآلي ليس له علاقة بالأساسيات.
مثل الأسواق الأخرى، يعتقد بعض الناس أن هذه النموذج تشكل بالكامل نتيجة لتوقعات عقلانية، وهو ما يُعتبر في الواقع نبوءة تحقق ذاتها.
تشير البيانات أيضًا إلى ملاحظات بيرغ: لقد انخفض مؤشر الخوف والجشع في العملات المشفرة (Crypto Fear and Greed Index) من 74 من أصل 100 إلى 52، على الرغم من أن مشاعر الأسواق العالمية أكثر تفاؤلاً، حيث سجلت 64. المؤشر الحالي قريب من المحايد ولكنه لا يزال في منطقة "الجشع".
تحديات جديدة في سبتمبر 2025
ومع ذلك، فإن شهر سبتمبر من هذا العام يأتي مصحوبًا بعبء غير عادي من الرياح المعاكسة المتعددة. لقد أصدرت الاحتياطي الفيدرالي إشارات إيجابية، ويتوقع السوق بشكل عام تخفيض أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماع 18 سبتمبر. ومع ذلك، لا تزال التضخم الأساسي عالقة عند 3.1%، بينما تتسبب حربان جارية في إزعاج سلاسل الإمداد العالمية. هذه العوامل تشكل مجتمعة "العاصفة المثالية" كما أشار إليها الرئيس التنفيذي لشركة InFlux Technologies دانيال كيلر.
قال كيلر في مقابلة مع Decrypt:
"نحن في خضم ساحتين تاريخيتين، واحدة في أوروبا والأخرى في الشرق الأوسط، وكلاهما تدمران سلاسل الإمداد الحيوية. بالإضافة إلى ذلك، شنت الولايات المتحدة حرب تجارة عالمية تقريبًا ضد جميع الحلفاء الرئيسيين. إن المشهد الجيوسياسي الحالي يخلق ظروفًا مثالية لانخفاض حاد في بيتكوين في سبتمبر 2025."
بعبارة أخرى، لم يعد السوق الحالي يعتبر البيتكوين أداة للتحوط - كانت هذه السردية سائدة قبل الجائحة. والآن، يميل السوق أكثر إلى اعتباره كأصل ذو مخاطر.
تظهر المؤشرات الفنية أيضًا صورة مقلقة للتجار. لقد انخفض سعر البيتكوين دون مستوى الدعم الرئيسي البالغ 110,000 دولار، وهو مستوى دعم كان يدعم الاتجاه الصعودي منذ شهر مايو. يقع متوسط السعر لمدة 50 يومًا حاليًا عند 114,000 دولار وقد تحول إلى مستوى مقاومة؛ بينما يوفر متوسط الحركة الأسي (EMA) لمدة 200 يوم دعمًا بالقرب من 103,000 دولار.
مراقبة الأسعار الرئيسية وعواطف السوق
قد يعتبر المتداولون الفنيون 105,000 دولار نقطة تحول رئيسية. في Myriad (سوق التنبؤات الذي طورته شركة Dastan الأم لـ Decrypt)، يعطي المتداولون حاليًا احتمالًا يقارب 75% لعودة البيتكوين إلى 105,000 دولار.
إذا انخفضت الأسعار دون 105,000 دولار، فقد تكون أهداف السعر تشير إلى انخفاض دون 100,000 دولار، أقل من متوسط 200 يوم؛ ولكن إذا تم الحفاظ على مستوى 110,000 دولار خلال الأسبوعين الأولين من سبتمبر، فقد يتم كسر هذه "لعنة الموسم".
مؤشر القوة النسبية (RSI) عند قراءة 38، دخل منطقة البيع المفرط، مما يشير إلى أن بعض مستثمري البيتكوين يتعجلون في بيع أصولهم. لا يزال حجم التداول أقل بنسبة 30% من متوسط يوليو، وهو أمر شائع في تداولات نهاية الصيف، ولكن إذا زادت التقلبات، فقد يسبب ذلك مشاكل.
ومع ذلك، حتى مع كل الدلائل التي تشير إلى أن المتداولين يبدو أنهم يستعدون لتكرار التاريخ، لا يزال هناك من يعتقد أن الأساسيات الخاصة بالبيتكوين أقوى من أي وقت مضى، مما يكفي لجعل "ملك العملات المشفرة" يتجاوز الأزمة - على الأقل لن يحدث انهيار كبير في سبتمبر كما حدث في الماضي.
قال بن كورلاند، الرئيس التنفيذي لمنصة أبحاث التشفير DYOR، في مقابلة مع Decrypt:
"'سبتمبر الأحمر' هو أكثر أسطورة منه قاعدة رياضية. في التاريخ، كان سبتمبر ضعيفًا بسبب إعادة توازن المحافظ، وضعف زخم المستثمرين الأفراد، وعدم اليقين الكلي، ولكن تلك الأنماط كانت مهمة حقًا في سنوات سوق البيتكوين الأقل حجمًا وضعفًا."
سيولة المؤسسات وعقلية السوق
يعتقد كيرلاند أن المحرك الحقيقي اليوم هو السيولة. "لم تنخفض التضخم بسلاسة، والبيانات الأساسية لا تزال ترتفع ببطء. لكن حتى في ظل هذه الرياح المعاكسة، مع تباطؤ نمو الاقتصاد، لا تزال الاحتياطي الفيدرالي تواجه ضغوطًا للتيسير، بينما تتدفق الأموال المؤسسية بمعدل غير مسبوق."
أشر إشارة تحذير تقليدية. سيعقد اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) اجتماعًا في 17-18 سبتمبر، وهناك انقسامات في السوق بشأن ما إذا كان سيتم الحفاظ على أسعار الفائدة دون تغيير أو اختيار خفضها. اقترح كيلر مراقبة مؤشر الخوف والجشع عن كثب. "في الأسابيع المقبلة، يجب على المتداولين مراقبة مؤشر الخوف والجشع عن كثب لتحديد مشاعر السوق العامة - هل هو أكثر ملاءمة للاحتفاظ بالأسهم في انتظار انتعاش الأسعار، أم اختيار البيع عند اقتراب 'سبتمبر الأحمر'."
بعد سبتمبر الأحمر: استقبال "Uptober"
مع نضوج سوق العملات المشفرة، قد يكون هذا النمط الموسمي في طريقه للضعف. لقد تقلص متوسط انخفاض البيتكوين في سبتمبر من -6% في عقد 2010 إلى -2.55% في السنوات الخمس الماضية. لقد زادت المؤسسات من الاستقرار في السوق من خلال اعتماد صناديق الاستثمار المتداولة والمحافظ المؤسسية. في الواقع، سجل البيتكوين عوائد إيجابية في سبتمبر على مدار العامين الماضيين.
يرى بيرغ أن هذه الظاهرة هي بالأساس تأثير نفسي معزز ذاتياً.
"بعد سنوات من الانخفاض في سبتمبر، أصبحت مجتمع التشفير مدربًا على توقع السوق الضعيف. وهذا خلق حلقة - الخوف من الانخفاض، والذي ينتهي به المطاف إلى انخفاض حقيقي."
إذا بدت الآفاق قاتمة، فلا داعي للقلق المفرط: بعد "سبتمبر الأحمر"، يأتي أكتوبر، المعروف أيضًا باسم "Uptober"، وهو تاريخيًا أفضل شهر لأداء البيتكوين على مدار العام.
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
BTC تاريخياً في شهر سبتمبر ينخفض بمتوسط 3.77%، ماذا سيحدث في السوق؟
عنوان المقال: "سبتمبر الأحمر" قادم - إليك ما يمكن توقعه من سوق البيتكوين
المؤلف الأصلي: خوسيه أنطونيو لانس
المصدر الأصلي: decrypt
ترجمة: Mars Finance، ديزي
نظرة سريعة:
منذ عام 2013، انخفضت عملة البيتكوين في سبتمبر بمعدل 3.77%، وحدثت انخفاضات شهرية 8 مرات خلال 11 عامًا.
الضغط الموسمي - من إعادة التوازن في الصناديق إلى عدم اليقين في سياسة الاحتياطي الفيدرالي - أدى إلى زيادة مشاعر الملاذ الآمن في السوق، وانتقل من سوق الأسهم إلى سوق العملات المشفرة.
خلفية هذا العام أكثر تعقيدًا: تشمل الحروب، التضخم العنيد، وعدم اليقين من الاحتياطي الفيدرالي، مما يجعل 105000 دولار خط الدفاع الرئيسي للمتداولين.
دخل السوق في دورة "سبتمبر الأحمر"
مع اقتراب شهر أغسطس من نهايته، يتقلب سعر البيتكوين في نطاق معين، بينما يقوم متداولو العملات المشفرة بما يفعلونه كل عام في هذا الوقت: الاستعداد للانخفاض.
ما يُعرف بـ "سبتمبر الأحمر" (Red September) أو "أثر سبتمبر" (The September Effect) قد أزعج الأسواق لمدة تقارب القرن. منذ عام 1928، كانت العائدات المتوسطة لمؤشر S&P 500 في سبتمبر سلبية، وهو الشهر الوحيد الذي يظهر أداء سلبياً باستمرار لهذا المؤشر. أما بالنسبة للبيتكوين، فإن السجل أسوأ - منذ عام 2013، انخفض البيتكوين بمعدل 3.77% في سبتمبر، مع حدوث 8 عمليات تصحيح كبيرة (المصدر: Coinglass).
آلية السوق في سبتمبر الأحمر
قال يوري بيرغ، مستشار مزود السيولة المشفرة السويسري FinchTrade، في مقابلة مع Decrypt:
"هذا النموذج سهل التنبؤ: ستزداد المناقشات السلبية على وسائل التواصل الاجتماعي حوالي 25 أغسطس، وبعد ذلك ستزداد كمية ودائع البيتكوين في البورصات خلال 48-72 ساعة."
وأضاف:
"لقد تحولت "سبتمبر الأحمر" من ظاهرة غير عادية في السوق إلى تجربة نفسية شهرية. نحن نشهد السوق بالكامل يعتمد على التاريخ بدلاً من الأسس، ويدخل في حالة بيع بناءً على التوكيد الذاتي."
يمكن تتبع آلية "سبتمبر الأحمر" إلى السلوك الهيكلي المتشابك في السوق كل خريف.
تت结束 السنة المالية لصناديق الاستثمار المشتركة (mutual funds) عادةً في سبتمبر، مما يؤدي إلى جني خسائر ضريبية وإعادة توازن المحافظ، مما يطلق الكثير من أوامر البيع في السوق. بعد انتهاء عطلة الصيف، يعود المتداولون إلى مكاتبهم لتقييم مراكزهم مرة أخرى بعد أشهر من ضعف السيولة. في الوقت نفسه، بعد عيد العمال، تزداد إصدارات السندات، وتبدأ الأموال المؤسسية في التحول من الأسهم والأصول عالية المخاطر إلى المنتجات ذات العائد الثابت.
بالإضافة إلى ذلك، سيعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي (FOMC) اجتماعه في سبتمبر، وغالبًا ما تؤدي هذه الحالة من عدم اليقين في السياسات إلى تجميد الطلب حتى يتضح اتجاه السياسة.
في مجال العملات المشفرة، ستتضخم هذه الضغوط بشكل أكبر: بيتكوين يتم تداوله على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وعندما تتسارع عمليات البيع لا يوجد "آلية توقف مؤقت"؛ بالإضافة إلى ذلك، فإن القيمة السوقية الإجمالية صغيرة، مما يجعلها أكثر عرضة لتأثير تدفقات الأموال الضخمة، خاصة عندما يقومون بتحويل الأرباح إلى العملات البديلة.
تأثير السوق التقليدي وتأثير مضاعفات المشتقات
عادة ما تبدأ سلسلة التفاعلات من الأسواق التقليدية وتنتشر إلى سوق العملات الرقمية خلال أيام.
عندما ينخفض مؤشر S&P 500، يقوم المستثمرون المؤسسيون ببيع البيتكوين أولاً لتلبية متطلبات الهامش الإضافي أو لتقليل مخاطر المحفظة. بينما يقوم سوق العقود الآجلة بتضخيم الخسائر من خلال "أثر التصفية القسري" - حيث يمكن أن يؤدي انخفاض بنسبة 5% في السوق الفوري إلى تصفية بنسبة 20% في سوق المشتقات.
في الوقت نفسه، بدأ مؤشر المشاعر الاجتماعية في الانخفاض في نهاية أغسطس، وسيقوم المتداولون بالبيع مسبقًا لتفادي الخسائر المتوقعة. كما يقوم متداولو الخيارات بتحوط المخاطر من خلال بيع البيتكوين الفوري عندما ترتفع التقلبات، وهذا الضغط الآلي ليس له علاقة بالأساسيات.
مثل الأسواق الأخرى، يعتقد بعض الناس أن هذه النموذج تشكل بالكامل نتيجة لتوقعات عقلانية، وهو ما يُعتبر في الواقع نبوءة تحقق ذاتها.
تشير البيانات أيضًا إلى ملاحظات بيرغ: لقد انخفض مؤشر الخوف والجشع في العملات المشفرة (Crypto Fear and Greed Index) من 74 من أصل 100 إلى 52، على الرغم من أن مشاعر الأسواق العالمية أكثر تفاؤلاً، حيث سجلت 64. المؤشر الحالي قريب من المحايد ولكنه لا يزال في منطقة "الجشع".
تحديات جديدة في سبتمبر 2025
ومع ذلك، فإن شهر سبتمبر من هذا العام يأتي مصحوبًا بعبء غير عادي من الرياح المعاكسة المتعددة. لقد أصدرت الاحتياطي الفيدرالي إشارات إيجابية، ويتوقع السوق بشكل عام تخفيض أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماع 18 سبتمبر. ومع ذلك، لا تزال التضخم الأساسي عالقة عند 3.1%، بينما تتسبب حربان جارية في إزعاج سلاسل الإمداد العالمية. هذه العوامل تشكل مجتمعة "العاصفة المثالية" كما أشار إليها الرئيس التنفيذي لشركة InFlux Technologies دانيال كيلر.
قال كيلر في مقابلة مع Decrypt:
"نحن في خضم ساحتين تاريخيتين، واحدة في أوروبا والأخرى في الشرق الأوسط، وكلاهما تدمران سلاسل الإمداد الحيوية. بالإضافة إلى ذلك، شنت الولايات المتحدة حرب تجارة عالمية تقريبًا ضد جميع الحلفاء الرئيسيين. إن المشهد الجيوسياسي الحالي يخلق ظروفًا مثالية لانخفاض حاد في بيتكوين في سبتمبر 2025."
بعبارة أخرى، لم يعد السوق الحالي يعتبر البيتكوين أداة للتحوط - كانت هذه السردية سائدة قبل الجائحة. والآن، يميل السوق أكثر إلى اعتباره كأصل ذو مخاطر.
تظهر المؤشرات الفنية أيضًا صورة مقلقة للتجار. لقد انخفض سعر البيتكوين دون مستوى الدعم الرئيسي البالغ 110,000 دولار، وهو مستوى دعم كان يدعم الاتجاه الصعودي منذ شهر مايو. يقع متوسط السعر لمدة 50 يومًا حاليًا عند 114,000 دولار وقد تحول إلى مستوى مقاومة؛ بينما يوفر متوسط الحركة الأسي (EMA) لمدة 200 يوم دعمًا بالقرب من 103,000 دولار.
مراقبة الأسعار الرئيسية وعواطف السوق
قد يعتبر المتداولون الفنيون 105,000 دولار نقطة تحول رئيسية. في Myriad (سوق التنبؤات الذي طورته شركة Dastan الأم لـ Decrypt)، يعطي المتداولون حاليًا احتمالًا يقارب 75% لعودة البيتكوين إلى 105,000 دولار.
إذا انخفضت الأسعار دون 105,000 دولار، فقد تكون أهداف السعر تشير إلى انخفاض دون 100,000 دولار، أقل من متوسط 200 يوم؛ ولكن إذا تم الحفاظ على مستوى 110,000 دولار خلال الأسبوعين الأولين من سبتمبر، فقد يتم كسر هذه "لعنة الموسم".
مؤشر القوة النسبية (RSI) عند قراءة 38، دخل منطقة البيع المفرط، مما يشير إلى أن بعض مستثمري البيتكوين يتعجلون في بيع أصولهم. لا يزال حجم التداول أقل بنسبة 30% من متوسط يوليو، وهو أمر شائع في تداولات نهاية الصيف، ولكن إذا زادت التقلبات، فقد يسبب ذلك مشاكل.
ومع ذلك، حتى مع كل الدلائل التي تشير إلى أن المتداولين يبدو أنهم يستعدون لتكرار التاريخ، لا يزال هناك من يعتقد أن الأساسيات الخاصة بالبيتكوين أقوى من أي وقت مضى، مما يكفي لجعل "ملك العملات المشفرة" يتجاوز الأزمة - على الأقل لن يحدث انهيار كبير في سبتمبر كما حدث في الماضي.
قال بن كورلاند، الرئيس التنفيذي لمنصة أبحاث التشفير DYOR، في مقابلة مع Decrypt:
"'سبتمبر الأحمر' هو أكثر أسطورة منه قاعدة رياضية. في التاريخ، كان سبتمبر ضعيفًا بسبب إعادة توازن المحافظ، وضعف زخم المستثمرين الأفراد، وعدم اليقين الكلي، ولكن تلك الأنماط كانت مهمة حقًا في سنوات سوق البيتكوين الأقل حجمًا وضعفًا."
سيولة المؤسسات وعقلية السوق
يعتقد كيرلاند أن المحرك الحقيقي اليوم هو السيولة. "لم تنخفض التضخم بسلاسة، والبيانات الأساسية لا تزال ترتفع ببطء. لكن حتى في ظل هذه الرياح المعاكسة، مع تباطؤ نمو الاقتصاد، لا تزال الاحتياطي الفيدرالي تواجه ضغوطًا للتيسير، بينما تتدفق الأموال المؤسسية بمعدل غير مسبوق."
أشر إشارة تحذير تقليدية. سيعقد اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) اجتماعًا في 17-18 سبتمبر، وهناك انقسامات في السوق بشأن ما إذا كان سيتم الحفاظ على أسعار الفائدة دون تغيير أو اختيار خفضها. اقترح كيلر مراقبة مؤشر الخوف والجشع عن كثب. "في الأسابيع المقبلة، يجب على المتداولين مراقبة مؤشر الخوف والجشع عن كثب لتحديد مشاعر السوق العامة - هل هو أكثر ملاءمة للاحتفاظ بالأسهم في انتظار انتعاش الأسعار، أم اختيار البيع عند اقتراب 'سبتمبر الأحمر'."
بعد سبتمبر الأحمر: استقبال "Uptober"
مع نضوج سوق العملات المشفرة، قد يكون هذا النمط الموسمي في طريقه للضعف. لقد تقلص متوسط انخفاض البيتكوين في سبتمبر من -6% في عقد 2010 إلى -2.55% في السنوات الخمس الماضية. لقد زادت المؤسسات من الاستقرار في السوق من خلال اعتماد صناديق الاستثمار المتداولة والمحافظ المؤسسية. في الواقع، سجل البيتكوين عوائد إيجابية في سبتمبر على مدار العامين الماضيين.
يرى بيرغ أن هذه الظاهرة هي بالأساس تأثير نفسي معزز ذاتياً.
"بعد سنوات من الانخفاض في سبتمبر، أصبحت مجتمع التشفير مدربًا على توقع السوق الضعيف. وهذا خلق حلقة - الخوف من الانخفاض، والذي ينتهي به المطاف إلى انخفاض حقيقي."
إذا بدت الآفاق قاتمة، فلا داعي للقلق المفرط: بعد "سبتمبر الأحمر"، يأتي أكتوبر، المعروف أيضًا باسم "Uptober"، وهو تاريخيًا أفضل شهر لأداء البيتكوين على مدار العام.