خاصية الاعتذار المفرط، واعتذارك بشكل روتيني، حتى لو لم تكن المخطئ. على سبيل المثال، عندما يطلب منك شخص ما شيئًا يصعب عليك تلبيته، تشعر بالخجل عند الرفض. قد تكون جملتك الشهيرة هي "آه، عذرًا"، وقد أصبحت هذه ردود فعل تلقائية أو عادات. تخشى أن تفوت اعتذارًا ما مما يجعلك تبدو غير مهذب أو غير لطيف. هذا النوع من الاعتذارات المتكررة هو تعبير خارجي يجب أن نكون حذرين منه في علاقاتنا الاجتماعية. عادة ما تكون هناك عدة أنماط. النوع الأول هو أنك تخاف جدًا من إيذاء الآخرين، ودائمًا ما تقلق من أن تجعلهم يشعرون بعدم الراحة. تعتقد أن راحتهم هي مسؤوليتك. إذا لم تنجح في ذلك، أو إذا لم تكن الأجواء كما تخيلتها من الحماس والود، تشعر أنك لم تفعل ما يكفي وتشعر بالذنب. مصدر هذا النمط عادة ما يكون تحمل مسؤوليات الآخرين منذ الصغر، مثل مشاعر الوالدين أو الأعباء الأسرية. كما أن الوالدين يقولون لك كثيرًا: "كطفل عاقل، عليك أن تستمع إلى شكاوى والدتك، عليك أن تعرف كم هو صعب على الوالدين من أجلك". حتى عندما لا تتحمل المسؤولية، وتكون مرتاحًا كطفل سعيد، تشعر بالذنب. لأن والديك قد يقولون: "إذا كانت والدتك تعاني كثيرًا، كيف يمكنك أن تكون سعيدًا؟" هذا هو الجذر الأول لشعورك بالأسف لعدم قدرتك على تلبية احتياجات الآخرين. النوع الثاني، هو الخوف من الصراع ذاته، ولتجنب المزيد من المشاجرات، تقوم بسرعة بتحمل المسؤولية، بهدف إنهاء الصراع بسرعة. تخاف جدًا من قوة الطرف الآخر، وتعتقد أنه كلما كان هناك صراع ستكون قد فشلت، ولا يمكنك مقاومته. على سبيل المثال، إذا كان لديك زميل قوي، ووبخك بدون سبب، فإن رد فعلك التلقائي هو "عذرًا، لم أفعل ما يكفي". لأنه إذا قلنا "أنا على حق، لم أخطئ"، فإن الصراع قد يتصاعد. الخوض في جدال مع الطرف الآخر هو ما تخشاه بشدة. هذه الرغبة العميقة في تجنب الصراع غالبًا ما تأتي من تجارب سابقة متكررة مع صراعات قوية، حيث شعرت بالعجز مرة بعد مرة. على سبيل المثال، كلما حاولت مناقشة الأمور مع والديك، كانوا يستخدمون قوتهم للضغط عليك، ويستخدمون الأخلاق لقمعك، وعندما تتحدث معهم بصوت عالٍ، فإن الشعور المتكرر بالقمع هو ما يجعلك تشعر بعدم قدرتك على حل الصراع. تشعر أنه لا يمكنك مواجهة أي صراع بإنصاف مع الآخرين. لأنك تجد أن المناقشة غير مجدية، والاعتذار هو الأسرع، وإلا ستتعرض لعقوبة أشد. بعد أن تكبر، تشعر بالخوف من أي صراع، لذا يصبح الاعتذار السريع وسيلة لحماية نفسك. النوع الثالث يمثل عدم ثقتك في العلاقات الإنسانية، وعدم قدرتك على الاسترخاء والثقة. هذه العلاقة يمكن أن تستوعب هذه المشاكل الصغيرة، لذا غالبًا ما تبدو أكثر رسمية وقلقًا من الآخرين. عدم الثقة هذا في العلاقات غالبًا ما يأتي من عدم الاستقرار في العلاقات السابقة. إذا ارتكبت خطأ بسيطًا، فإن الشعور الذي تقدمه لك العلاقة هو الانهيار السريع. على سبيل المثال، إذا كان الوالدان يتشاجران باستمرار، وإذا قال أحدهم شيئًا خاطئًا، ستبدأ الفوضى. إذا أخطأت في قول شيء، سيقول والديك: "ما فائدة إنجابك إذا لم تتمكن من القيام بهذا الشيء البسيط؟" مع مرور الوقت، ستشعر أن أي مشكلة صغيرة قد تؤدي إلى انهيار هذه العلاقة، لذا ستكون حذرًا جدًا، وتقلق دائمًا من أنك ارتكبت خطأ ما، وستشعر بالأسف طوال الوقت. بعد الحديث عن الأنماط المحتملة والأسباب، دعنا نتحدث عن كيفية التعامل مع ذلك. يمكنك المحاولة من خلال قضاء بضع دقائق مع نفسك، وسؤال نفسك، لماذا اعتذرت بشكل روتيني قبل قليل؟ هل هو خوف من أن يوبخك الآخرون، أم خوف من هذا الصراع، أم أنك قلقة من أن الآخرين لن يتحملوا خطأك وسيتركونك، أم أنك تعتقد أن سعادة الآخرين هي مسؤوليتك؟ ساعد نفسك على إدراك ما هو خوفك الحقيقي، ثم تدرج في الخروج من تلك الحدود. إذا أدركت أنك تريد أن تتحمل مسؤولية سعادة الآخرين، فأخبر نفسك، ربما أتحمل مسؤوليات الآخرين بشكل مفرط. لذا، ابتداءً من اليوم، هل يمكن أن أتحمل أقل قليلاً؟ هل يمكنني أن أترك هذه الأجواء باردة هنا؟ وهكذا، مرة بعد مرة، أزل هذه الأثقال عن نفسك، واكتشف أنه في الواقع لا يتعين علي أن أكون مسؤولاً عن الآخرين، وبالتدريج لن تشعر بأنك حذر جدًا.

شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • تثبيت