شهدت جلسة منتصف اليوم انهياراً مفاجئاً ومثيراً في السوق، حيث سادت حالة من الذعر والخوف بين المتداولين. هبط سعر البيتكوين خلال التداولات إلى أدنى مستوى عند 79937، مسجلاً تصحيحاً ملحوظاً عن أعلى مستوياته السابقة؛ كما لم يسلم الإيثيريوم من موجة التراجع، حيث انخفض إلى 2639 وفقد دعمه المحوري. والأكثر إثارة للقلق أن قطاع العملات البديلة شهد انخفاضاً جماعياً، ليصبح "المنطقة المنكوبة" الأكبر في هذا التصحيح—حيث تراجع SOL بنسبة 12% في يوم واحد ليصل إلى أدنى مستوياته الأخيرة؛ بينما واصل LTC الهبوط ليصل إلى مستوى 80، مسجلاً أدنى مستوى له في هذه المرحلة؛ وتراوحت خسائر العملات الأخرى المتوسطة والصغيرة، حيث تجاوزت خسائر معظمها نسبة 10%، في مشهد فوضوي على شاشات التداول. السبب الرئيسي يعود إلى أنه بينما كان معظم المشاركين في السوق يترقبون بفارغ الصبر بدء نافذة خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في ديسمبر، جاءت "عاصفة التشدد المفاجئة" لتربك إيقاع السوق بالكامل. حيث أطلق عدد من كبار مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي إشارات قوية متشددة، وأصبح باب خفض الفائدة الذي كان يبدو قريباً يُغلق سريعاً، ما جعل سوق العملات الرقمية—الحساس جداً للسيولة—أول من يتلقى الضربة.

==================================

💎

💎
==================================

قد تبدو موجة الانهيار المفاجئة حدثاً عارضاً، لكنها في الواقع نتيجة حتمية لتراكم عدة عوامل من عدم اليقين، وكان تحول سياسة الاحتياطي الفيدرالي هو "القشة التي قصمت ظهر البعير". أولاً، كان التحول في توقعات سياسة الفيدرالي هو العامل الأساسي وراء هذا التصحيح. في السابق، راهن السوق على بدء دورة خفض الفائدة في ديسمبر مستنداً إلى بيانات تراجع التضخم، ما دفع سيولة ضخمة إلى سوق العملات الرقمية ورفع أسعار الأصول. لكن مع تصريحات متشددة متتالية من كبار مسؤولي الفيدرالي وتأكيدهم أن مستويات التضخم الحالية لم تبلغ الهدف طويل الأجل، وأن خفض الفائدة المبكر قد يؤدي إلى عودة التضخم، تحطمت آمال السوق في خفض الفائدة، وتسارعت وتيرة خروج الأموال من سوق العملات الرقمية عالية المخاطر. بالإضافة إلى ذلك، ألقى استمرار التوترات الدولية بظلاله على السوق. فقد أدت النزاعات الجيوسياسية المتكررة وتفاقم الاحتكاكات التجارية بين القوى الكبرى إلى تراجع شهية المخاطرة عالمياً، ما دفع السيولة إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب وسندات الخزانة الأمريكية، وتُركت العملات الرقمية—بوصفها أصولاً عالية المخاطر—في دائرة الإهمال. في الوقت ذاته، عمقت أزمة الإغلاق الحكومي في أمريكا التي استمرت 43 يوماً وتداعياتها المتواصلة حالة عدم اليقين، إذ تعطل صدور البيانات الاقتصادية وتقيّدت خدمات الحكومة، ما أربك تقييم المستثمرين لأساسيات الاقتصاد الأمريكي. وبعد انتهاء الإغلاق، ظهرت إلى السطح مخاطر جديدة متعلقة بتعديلات الإنفاق الحكومي وسقف الدين، ما زاد من الضغوط على معنويات السوق.

==================================

💎

💎
==================================

يتسم الاتجاه الهابط الحالي في سوق العملات الرقمية بقوة الاستمرارية. فخلال الفترة السابقة، شكلت التوقعات بخفض الفائدة موجة صعودية أحادية الاتجاه، تراكم خلالها عدد كبير من مراكز جني الأرباح، ومع تلاشي هذه التوقعات الإيجابية، تسببت عمليات جني الأرباح بتفاعل متسلسل في السوق. رغم ظهور ارتداد تصحيحي طفيف بعد ظهر اليوم، إلا أن قوة الارتداد كانت ضعيفة ولم تجذب سيولة جديدة، بل شكلت فرصة للبائعين لتعزيز مراكزهم، وتراكمت الزخم السلبي أكثر. من حيث حجم التداول، ارتفع بشكل ملحوظ أثناء الهبوط، ما يشير إلى رغبة قوية في البيع وسيطرة واضحة للبائعين على المدى القصير. في ظل هذه الظروف، يجب على المستثمرين التحلي بالعقلانية وتجنب الشراء العشوائي أو البيع بدافع الذعر. من الناحية الاستراتيجية، يمكن الاستمرار مساءً في اتباع نهج "بيع الارتداد"، أي فتح صفقات بيع عند مستويات المقاومة التي كانت سابقاً دعماً، مع وضع أوامر وقف خسارة صارمة تحسباً لأي ارتداد مبالغ فيه. أما بالنسبة للمستثمرين متوسطّي وطويلَي الأمد، فقد يشكل هذا التصحيح فرصة لانتقاء الأصول عالية الجودة، مع التركيز على المشاريع الرقمية ذات الحواجز التقنية المرتفعة، وحالات الاستخدام الواضحة، والفِرق القوية، على أن يبدأوا في بناء مراكزهم تدريجياً بعد استقرار السوق وانتهاء موجة المخاطر الهبوطية.