قد يكون السوق فعلاً على وشك التغير. هذه المرة ليست مشاعر الذعر هي المسيطرة، بل الأرقام هي التي تتحدث — إشارات من عدة أبعاد تشير جميعها في اتجاه واحد: قد يكون السوق الصاعد قد وصل إلى نهايته.

لنبدأ ببُعد الوقت. في الدورات الثلاث السابقة، القمة الحقيقية ظهرت دائماً بعد 16 إلى 18 شهراً من الانقسام النصفي. هل هي مصادفة؟ لا يبدو ذلك. هذه المرة مر 19 شهراً منذ الانقسام النصفي، ونطاق الوقت يتطابق بشكل كبير مع الأنماط التاريخية. من ناحية دورة الوقت فقط، نحن الآن في منطقة الخطر.

أما بالنسبة لأداء السعر، فقد هبط البيتكوين الأسبوع الماضي من 96,000 دولار إلى 80,600، بانخفاض أسبوعي تجاوز 17%. هذا النوع من الهبوط يذكرنا بانهيار 21% في 2017، وأيضاً بانهيار 25% في 2021. في كل مرة تصل السوق الصاعدة إلى ذروتها، يحدث تصحيح حاد بهذه الطريقة — يتم كسر هيكل الارتفاع الرئيسي، وينقلب الاتجاه. التاريخ لا يعيد نفسه بالضبط، لكنه غالباً ما يتبع نفس الإيقاع.

ما تقوم به المؤسسات أكثر إثارة للقلق. صناديق ETF البيتكوين الفورية شهدت تدفقات خارجة صافية لمدة 5 إلى 7 أيام متتالية، والمبالغ تزداد كل يوم. هل تذكرون؟ هذا كان نفس السيناريو في قمة 2021: أولاً تبدأ الأموال بالانسحاب بهدوء، ثم ينهار السوق فجأة. عندما يتوقف محرك السوق الصاعدة عن العمل، أو حتى يبدأ بالتراجع، تتغير قواعد اللعبة.

وأخيراً، نسبة سيطرة البيتكوين على السوق تقترب الآن من 60% ولا تزال ترتفع. كثيرون يظنون أن هذا مؤشر على قوة البيتكوين، لكن في الواقع العكس صحيح — هذا سلوك نموذجي للتحوط في بدايات السوق الهابطة. في سوق 2018 الهابطة، ارتفعت النسبة من 38% إلى 60%، وتم التخلي عن العملات البديلة بشكل جماعي؛ وفي 2022 تكرر نفس المشهد. عندما تبدأ الأموال بالهروب نحو البيتكوين، فهذا يعني أن السوق يستعد فعلياً للشتاء القادم.

الأرقام لا تكذب. عندما تضيء إشارات الدورة الزمنية، والسعر، وتدفقات الأموال، وبنية السوق كلها باللون الأحمر في نفس الوقت، ربما حان الوقت للتفكير جدياً في الخطوة القادمة.