بتوقيت بكين 20 نوفمبر، أخيرًا صدرت بيانات الولايات المتحدة عن تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي لشهر سبتمبر بعد سبع أسابيع من الانتظار - حيث تم إضافة 119000 وظيفة.

هذه الأرقام تبدو مثيرة للدهشة في البداية، فالسوق كان يتوقع فقط 50,000. لكن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، ويليامز، صب الماء البارد على ذلك: مخاطر تراجع سوق العمل تتزايد، ومعدل نمو الاقتصاد قد بدأ فعلاً في التباطؤ.

حاسة السوق حادة جداً. بمجرد أن تتزعزع توقعات خفض الفائدة، تتعرض الأصول ذات المخاطر للضرر على الفور.

انخفض سعر البيتكوين في الساعات الأولى من صباح اليوم مباشرة إلى 86,100 دولار، بعد أن تراجع بشدة من أعلى مستوى له عند 93,000 دولار؛ أما الإيثريوم فكانت حالته أسوأ، حيث انخفض إلى ما دون مستوى 2800 دولار. لم تكن الأسهم الأمريكية أفضل حالاً - انخفض مؤشر داو جونز بنسبة 0.84%، وتراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.55%، بينما انخفض مؤشر ناسداك بشكل حاد بنسبة 2.15%. كان أداء سهم إنفيديا درامياً: فقد ارتفع بنسبة 5% خلال الجلسة ثم انقلب ليتراجع.

بدأت مشاعر الملاذ الآمن تتصاعد. ارتفع مؤشر الدولار إلى 100.26، مقترباً من أعلى مستوى له في ستة أشهر.

سوق العملات المشفرة الآن مثل مكبر صوت للعواطف، أي تحرك طفيف في السياسات الكلية يؤدي إلى تقلبات شديدة. مؤخرًا، كانت هناك تدفقات كبيرة من صناديق المؤشرات المتداولة للبيتكوين والإيثيريوم، والأسواق الأمريكية الضعيفة تعيق ذلك. من المثير للاهتمام أن البيتكوين غالبًا ما ينخفض خلال فترة افتتاح السوق الأمريكية، بينما يتعافى ويُظهر انتعاشًا خلال الفترة الآسيوية - الضغط البيعي من الجانب الأمريكي واضح حقًا.

قال مسؤول الاحتياطي الفيدرالي غولسبي شيئًا منصفًا: "إن محاولة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي باول لبناء توافق الآراء هي قيمة للغاية." لكن في هذا السياق المعقد، من الصعب القول إلى متى يمكن أن يستمر هذا التوافق.

البيانات قوية لكن الاقتصاد يتباطأ، وتوقعات خفض الفائدة متقلبة، الاحتياطي الفيدرالي فعلاً في مأزق هذه المرة. أما بالنسبة لسوق العملات المشفرة، فمن المحتمل أن يستمر في الرقص على إيقاع الاحتياطي الفيدرالي.