تُعتبر بيانات شهر سبتمبر هذه "معلومات قديمة"، وقد تراجعت بشكل كبير قوة تأثيرها في السوق. وأكد بنك ويلز فارجو في تقريره: "الوظائف الجديدة القوية في تقرير الوظائف غير الزراعية تركزت بشكل أساسي في قطاعات الصحة والحكومة والتعليم، وهذه القطاعات عادةً لا تعكس بالضرورة انتعاش الطلب في القطاع الخاص فعلياً."

نمط تفاعل سوق العملات الرقمية مع بيانات الاقتصاد التقليدي يشهد تغييراً. لم يعد السوق يتفاعل مع البيانات "المنتهية الصلاحية" بشكل بسيط، بل يأخذ في الحسبان مزيداً من مشاعر السوق الحالية والتوقعات المستقبلية للتسعير بشكل شامل.

الانخفاض المستمر في سوق العملات الرقمية حالياً لا يمكن إرجاعه ببساطة إلى عامل واحد، بل هو نتيجة تضافر عدة ضغوط.

عدم اليقين في سياسات الاحتياطي الفيدرالي هو العامل الأساسي. فقد حذرت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، لوريتا ميستر، من أن المزيد من خفض أسعار الفائدة في ظل استمرار التضخم أعلى من هدف 2% قد يجلب مخاطر أوسع للاقتصاد. كما لا يمكن تجاهل حلقة مفرغة من تصفية الرافعة المالية. فمنذ نوفمبر، تم تصفية مراكز رافعة مالية بقيمة تتجاوز 5 مليارات دولار، بما في ذلك طلب BTC-USDT بقيمة تصل إلى 47.87 مليون دولار. كما أن التصحيح الطبيعي للسوق بعد فترة من السخونة الزائدة يُعد عاملاً محورياً أيضاً. أشارت خبيرة التكنولوجيا المالية أولينا سوسيدكا إلى أن بيتكوين بعد أن سجلت أعلى مستوياتها التاريخية دخلت في مرحلة "سخونة زائدة".

في ظل استمرار السوق في الانخفاض، أكثر ما يشغل المستثمرين هو متى سيتوقف هذا الهبوط ويستقر السوق. قد يكون الجواب في عدة عوامل رئيسية:

تحول سياسة الاحتياطي الفيدرالي سيكون المتغير الحاسم، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان الفيدرالي سيخفض الفائدة في ديسمبر وكم ستكون نسبة الخفض!

تدفقات الأموال المؤسسية لا تقل أهمية. كما نبهت أولينا سوسيدكا، كان نمو بيتكوين سابقاً مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بتدفقات قياسية في صناديق ETF الفورية للبيتكوين.

ولا يمكن تجاهل التحولات في بنية السوق. الأصول الرقمية تتحول من كونها "مدفوعة بالسرد" إلى "مدفوعة بالقيمة والتبني".

بالنسبة لتوقعات السوق، طرح الخبراء سيناريوهات مختلفة. ترى أولينا سوسيدكا أن بيتكوين من المرجح أن تتراوح بين 100,000 و 140,000 دولار.

في السيناريو الإيجابي، إذا ضعف الدولار، وكانت سياسات البنوك المركزية داعمة، ودخلت المؤسسات الكبرى مجدداً في بيتكوين، فقد ترتفع بيتكوين إلى ما بين 150,000 و 200,000 دولار.

أما في السيناريو المتشائم، إذا شددت الجهات التنظيمية القيود فجأة أو تحول المستثمرون العالميون إلى الأصول الآمنة، فقد ينخفض سعر بيتكوين دون 100,000 دولار ويستقر دون هذا المستوى.

خلال الأشهر القادمة سيدخل السوق مرحلة "إعادة ضبط"، وقد يكون هذا المسار طويلاً. اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر وخطة التيسير الكمي المحتملة في يناير 2026 سيكونان المحطة التالية الحاسمة لتحديد اتجاه السوق.