في سبتمبر 2025، وصلت ديون الحكومة الفيدرالية الأمريكية إلى مستوى قياسي بلغ 37.4 تريليون دولار، وهذا الرقم يشبه جبلًا جليديًا ضخمًا، يبدو سطحيًا هادئًا ولكنه يخفي مخاطر عالمية متصاعدة. ليست مشكلة الديون مقتصرة على الولايات المتحدة فحسب، بل هي التحدي الأساسي للنظام الاقتصادي المعاصر، حيث تتشابك مع عدم توازن السياسات المالية، وضعف النمو في الإنتاجية، وهشاشة النظام النقدي. من الاستقرار النسبي بعد الحرب العالمية الثانية إلى التضخم الأسي الحالي، فإن تطور الدين العام الأمريكي لا يختبر فقط مرونة الاقتصاد المحلي، بل يؤثر أيضًا بشكل عميق على نمط التجارة الدولية، وهيمنة العملة، وصراعات الجغرافيا السياسية. فهم أسباب هذه الأزمة، وأشكال ظهورها، وتداعياتها المتسلسلة أمر بالغ الأهمية للمستثمرين، الاقتصاديين، وصانعي السياسات. ستتناول هذه المقالة تطور ديون الولايات المتحدة عبر التاريخ، وتحليل البيانات والمؤشرات الحالية، واستعراض أحداث الأزمة الأخيرة، واستكشاف آلية ارتباط سوق السندات بالعالم، وكشف التأثيرات المتداخلة للجغرافيا السياسية، وتحليل معضلات الحلول، ورؤية الاتجاهات العالمية. من خلال وجهة نظر موضوعية، سنكشف كيف تحولت أزمة ديون الولايات المتحدة إلى أزمة ديون عالمية، ونستكشف إعادة الهيكلة الهيكلية المحتملة.
أزمة الديون تشبه عاصفة مالية صامتة، حيث تنشأ من خيارات السياسة ولكنها تؤثر على الاقتصاد الحقيقي والاستقرار الاجتماعي. تاريخياً، أدت توسعات الديون في الإمبراطورية الرومانية إلى انخفاض قيمة العملة وانهيار الإمبراطورية؛ بينما تمكنت بريطانيا في القرن التاسع عشر من تجاوز تهديد قمة الديون من خلال الثورة الصناعية. المسار الحالي للولايات المتحدة يبدو أكثر تشابهاً مع الحالة الأولى - حيث تجاوزت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي 120%، وهو ما يفوق بكثير النسبة الموصى بها من قبل صندوق النقد الدولي (IMF) والتي تتراوح بين 60%-80%. هذه النسبة لا تعيق النمو الاقتصادي فحسب، بل تزيد أيضاً من ضغوط التضخم وعدم الاستقرار المالي. والأكثر خطورة هو أنه مع تحول سياسات الدائنين الرئيسيين مثل اليابان، ترتفع عوائد سوق السندات العالمية بشكل متزامن، مما ينبئ بإعادة تشكيل تدفقات رأس المال وإعادة ضبط النظام النقدي المحتمل. في سبتمبر 2025، كانت عوائد السندات الحكومية الأمريكية لمدة 10 سنوات حوالي 4.05%، بينما بلغت عوائد السندات الحكومية اليابانية لمدة 30 عاماً 3.26%، وعوائد السندات لمدة 10 سنوات في منطقة اليورو حوالي 3.16%. هذه البيانات ليست معزولة، بل هي تجسيد لإجمالي الديون العالمية الذي تجاوز 324 تريليون دولار. تهدف هذه المقالة من خلال تحليل منهجي إلى كشف الأبعاد المتعددة لهذه الأزمة وتقديم رؤى للتصدي لها.
تطور تاريخ الدين الأمريكي
تاريخ الدين العام الأمريكي يعود إلى عام 1789 في بداية تأسيس البلاد، حيث كان الدين حينها 54 مليون دولار، ناتجًا بشكل رئيسي عن احتياجات تمويل حرب الاستقلال. ومع ذلك، فإن جذور أزمة الدين الحديثة تشكلت بشكل رئيسي في منتصف القرن العشرين. خلال الحرب العالمية الثانية، أصدرت الولايات المتحدة سندات حرب ضخمة لدعم الحلفاء والإنتاج المحلي، مما أدى إلى وصول إجمالي الدين العام إلى 258.9 مليار دولار في عام 1945، وهو ما يمثل 120% من الناتج المحلي الإجمالي. على الرغم من أن هذه القمة كانت مذهلة، إلا أن الانتعاش الاقتصادي المعجزي بعد الحرب - بفضل التحفيز الكينزي واستقرار نظام بريتون وودز - قلل بسرعة من عبء الدين. بحلول عام 1960، استقر مستوى الدين حول 300 مليار دولار، وانخفضت نسبة الدين/إجمالي الناتج المحلي إلى أقل من 35%، مما يعكس حيوية الولايات المتحدة كقوة اقتصادية عالمية.
من السبعينيات، دخلت زيادة الديون في مرحلة تسارع. هذا التحول مرتبط ارتباطًا وثيقًا بحرب فيتنام المستمرة، وفقدان السيطرة على التضخم، وتوسع نظام الرفاه الاجتماعي. في عام 1970، كانت الديون العامة 3700 مليار دولار؛ بحلول عام 1980، تضخمت إلى 9070 مليار دولار، وارتفعت نسبة الديون إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى 32%. على الرغم من أن إصلاحات "الجانب العرضي" لإدارة ريغان حفزت النمو الاقتصادي، إلا أن الزيادة الهائلة في الإنفاق العسكري وتخفيض الضرائب زادت من العجز. مع دخول التسعينيات، عكس الفائض المالي في فترة كلينتون الاتجاه لفترة قصيرة - من 1998 إلى 2001، حققت الولايات المتحدة فائضًا في الميزانية لمدة أربع سنوات متتالية، بإجمالي يزيد عن 5000 مليار دولار - لكن هذه "فترة شهر العسل" تم كسرها بسرعة.
في أوائل القرن الحادي والعشرين، كانت هجمات "11 سبتمبر" علامة على مرحلة جديدة من تضخم الديون. أدت نفقات الحرب على الإرهاب وصراعات أفغانستان والعراق إلى ارتفاع الدين من 57 تريليون دولار في عام 2000 إلى 100 تريليون دولار في عام 2008. أصبحت أزمة المالية العالمية في عام 2008 نقطة تحول: أدت انهيارات الرهن العقاري إلى تجميد الائتمان، وأطلق الاحتياطي الفيدرالي والكونغرس خطط تحفيز بقيمة تريليونات الدولارات، بما في ذلك التيسير الكمي (QE) وقانون الانتعاش وإعادة الاستثمار في الولايات المتحدة. خلال إدارة أوباما، استمرت الديون في الارتفاع، حيث وصلت إلى 19.5 تريليون دولار بحلول عام 2016. خلال فترة ترامب، أدت إصلاحات الضرائب في عام 2017 (قانون تخفيض الضرائب والوظائف) إلى تقليص الإيرادات الفيدرالية بحوالي 1.5 تريليون دولار، في حين أن نفقات الاستجابة لجائحة كوفيد-19 زادت العبء، ليصل الدين إلى أكثر من 27 تريليون دولار بحلول نهاية عام 2020. واصلت إدارة بايدن السياسة المالية الميسرة، حيث أدى قانون البنية التحتية وخطة "إعادة البناء بشكل أفضل" إلى زيادة النفقات، وتجاوز الدين 31 تريليون دولار في عام 2023.
مع دخول عام 2025، لا تزال وتيرة نمو الديون تتزايد. وفقًا لبيانات وزارة الخزانة الأمريكية، اعتبارًا من سبتمبر 2025، يبلغ إجمالي الدين العام حوالي 37.4 تريليون دولار، منها 30.1 تريليون دولار من الديون المحتفظ بها من قبل الجمهور، و7.3 تريليون دولار من ديون الحكومة الداخلية. هذه الأرقام زادت بنحو 1.9 تريليون دولار مقارنة بنهاية عام 2024 التي كانت 35.5 تريليون دولار، بمتوسط إضافي شهري يبلغ حوالي 160 مليار دولار. يمكن تشبيه حجم الدين الكبير بمقياس زمني: مائة مليون ثانية تعادل 3.17 سنة، تعود إلى عام 2022؛ ولكن تريليون ثانية يتطلب 31.7 ألف سنة، وهو ما يتجاوز تاريخ الحضارة البشرية. هذا الارتفاع الأسي ناتج عن تأثيرات متراكمة من الحروب، والانكماش الاقتصادي، والتحولات الاجتماعية. تاريخيًا، غالبًا ما تؤدي فخاخ الديون إلى تدهور العملة واضطرابات اجتماعية، مثل تدهور العملات الفضية في الإمبراطورية الرومانية أو الانهيار المالي الذي حدث قبل الثورة الفرنسية. المسار الحالي للولايات المتحدة مشابه، ويجب توخي الحذر بشأن حد الاستدامة.
إن زيادة الديون ليست خطية، بل هي نتاج دورة السياسات. لقد أكدت الفترة التي هيمنت عليها الكينزية بعد الحرب على الإنفاق العجز لتحفيز الطلب، لكنها تجاهلت القيود الجانبية الطويلة الأمد. لقد خففت مكافآت العولمة في عصر ريغان-كلينتون الضغط بشكل مؤقت، لكنها كشفت عن هشاشة المالية بعد عام 2008. لقد سرعت الجائحة هذه العملية: من 2020 إلى 2022، وصل معدل الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى 132.8٪. والآن، مع شيخوخة السكان وتباطؤ الإنتاجية (معدل النمو السنوي المتوسط بين 2020-2025 يبلغ 1.2٪ فقط)، أصبحت الديون قيدًا هيكليًا، يعيق المساحة المالية.
البيانات الحالية للديون والمؤشرات
أحدث البيانات في سبتمبر 2025 تشير إلى أن أزمة الديون الأمريكية قد تحولت من خطر محتمل إلى تهديد حقيقي. إجمالي الدين العام يبلغ 37.4 تريليون دولار، حيث يمتلك المستثمرون الأجانب حوالي 30% (حوالي 11.2 تريليون دولار)، ويشمل ذلك بشكل رئيسي اليابان (1.147 تريليون دولار) والصين (حوالي 756 مليار دولار). نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي تصل إلى 124%، بزيادة عن 123% في عام 2024، وهو ما يتجاوز بكثير عتبة صندوق النقد الدولي. الدلالة التاريخية لهذه النسبة عميقة: عندما تتجاوز 100%، ينخفض معدل نمو الاقتصاد بمعدل الثلث في المتوسط، كما قال ديفيد هيوم، عبور "نهر الروبيكون" سيقيد الإنتاجية والابتكار.
تظل ديون الأسرة بمثابة جرس إنذار دائم. تشير بيانات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى أن إجمالي ديون الأسر سيصل إلى 20.1 تريليون دولار في الربع الثاني من عام 2025، ويبلغ معدل الدين إلى الدخل حوالي 97%. تشكل الرهون العقارية أكثر من 60% (حوالي 12 تريليون دولار)، والديون الطلابية 1.6 تريليون دولار، وديون بطاقات الائتمان 1.1 تريليون دولار. تعكس هذه المؤشرات هشاشة الطبقة المتوسطة: ارتفاع أسعار المساكن وتكاليف التعليم يزيدان من الرافعة المالية، وأي زيادة في أسعار الفائدة قد تؤدي إلى موجة من التخلف عن السداد. يبلغ إجمالي ديون الشركات حوالي 19 تريليون دولار، ومعدل الرفع المالي بلغ أعلى مستوى له في التاريخ، حيث بلغ معدل ديون الشركات غير المالية إلى الناتج المحلي الإجمالي 95%، وهو أعلى من ذروته في عام 2008.
أصبحت عبء الفائدة على ديون الحكومة "قنبلة موقوتة". في السنة المالية 2025، من المتوقع أن تصل مدفوعات الفائدة إلى 1.2 تريليون دولار، وهو ما يمثل أكثر من 15% من الميزانية الفيدرالية، مضاعفاً عن 300 مليار دولار في عام 2020. يعود هذا الارتفاع الكبير إلى استمرار سعر الفائدة الأساسي للاحتياطي الفيدرالي عند حوالي 4.5%، وارتفاع عائدات سندات الخزانة لمدة 10 سنوات إلى 4.05%. مع الأخذ في الاعتبار النفقات الثابتة مثل الضمان الاجتماعي (حوالي 1.4 تريليون دولار)، والرعاية الطبية (1.2 تريليون دولار) والدفاع (900 مليار دولار)، أصبحت هذه المشاريع تمثل 75% من الميزانية، مرتفعة بشكل كبير عن 65% في عام 2016. من الصعب مطابقة الإيرادات الضريبية: في عام 2024، من المتوقع أن تكون الإيرادات الفيدرالية 4.9 تريليون دولار، مع عجز قدره 1.8 تريليون دولار؛ ومن المتوقع أن يصل العجز في عام 2025 إلى 1.9 تريليون دولار.
تتوقع صندوق النقد الدولي أنه إذا لم تحدث إصلاحات، فإن الدين/الناتج المحلي الإجمالي سيصل إلى 140% بحلول عام 2030، وستشكل تكاليف الفائدة 20% من الميزانية. تكشف هذه البيانات عن اختلال هيكلي: ضعف نمو الإنتاجية (معدل المشاركة في القوى العاملة فقط 62.5%)، والشيخوخة (تشكل الفئة العمرية فوق 65 عامًا 20% من السكان)، والمنافسة العالمية (مثل التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة) تعزز المخاطر. ديون الأسر والشركات والحكومة تعكس بعضها البعض، مما يشكل "ثلاثية الديون"، حيث أن أي حلقة تتكسر قد تؤدي إلى انهيار نظامي.
أحداث أزمة الديون الأخيرة
أزمة الديون تحولت من التجريد إلى الواقع من خلال أحداث محددة. كانت أزمة سوق إعادة الشراء في سبتمبر 2019 بمثابة نذير: حيث قفزت أسعار الفائدة على إعادة الشراء لليلة واحدة إلى 10%، نتيجة لنقص احتياطيات البنوك وفائض في إمدادات السندات الحكومية، مما اضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى ضخ مئات المليارات من الدولارات من السيولة لتهدئة الأوضاع. وهذا كشف عن هشاشة النظام المصرفي الموازي ودور الاحتياطي الفيدرالي ك"مقرض الملاذ الأخير".
في مارس 2020، أدى وباء كوفيد-19 إلى حالة من الذعر العالمي حول "السيولة النقدية"، حيث انخفضت سندات الخزانة الأمريكية والسوق المالية بشكل حاد، حيث انخفض مؤشر داو جونز بنسبة 20% في غضون أسبوع، وانخفض العائد على السندات لمدة 10 سنوات إلى 0.3%. أطلق الاحتياطي الفيدرالي برنامج التيسير الكمي غير المحدود، وشراء أصول بقيمة 3 تريليون دولار، مما ساهم في استقرار السوق. لكن هذه "الطائرات العمودية التي تضخ الأموال" زادت من فقاعة الأصول وعدم المساواة.
أزمة المعاشات في المملكة المتحدة عام 2022 تؤثر على العالم: خطة خفض الضرائب لحكومة ليز تروس أدت إلى ارتفاع عائدات السندات البريطانية، مما تسبب في رد فعل سلسلة من بيع صناديق المعاشات للسندات الأمريكية. بلغت نسبة التضخم في الولايات المتحدة 9%، ورفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة أدى إلى انخفاض أسعار السندات بنسبة 20%. في عام 2023، انهارت خمس بنوك بما في ذلك بنك سيليكون فالي (SVB)، مع خسائر إجمالية تتجاوز 500 مليار دولار، والسبب الرئيسي هو الخسائر المحاسبية من حيازة السندات الحكومية طويلة الأجل.
إن حادثة "رقصة ترامب الثنائية" في أبريل 2025 كانت أكثر تحذيرًا: حيث أعلنت إدارة ترامب عن زيادة التعريفات الجمركية في "يوم التحرير"، بزيادة 60% على الصين، ولكن في اليوم التالي شهدت مزادات السندات الحكومية برودة، حيث انخفض معدل الاكتتاب إلى 2.41، وارتفعت العوائد إلى 5%. وقد تحول السياسة بسرعة، مما يبرز دور سوق السندات ك"مؤشر للطقس". في يناير 2025، تفاقمت أزمة حد الديون: تم تحديد الحد عند 36.1 تريليون دولار، واستنفدت وزارة الخزانة "الإجراءات الاستثنائية" في 23 يناير، مما أجبر الكونغرس على التشريع بشكل عاجل. لم تكن هذه الأحداث معزولة، بل كانت إشارات من سوق الائتمان المهيمن بالديون: فائض العرض، وضعف الطلب وعدم اليقين في السياسة متشابكة، مما ينذر بعاصفة أكبر.
لقد تم تعديل سقف الدين 78 مرة منذ عام 1960، مما أدى إلى تقلبات في السوق في كل مرة. من المتوقع أن يصل السقف إلى ذروته مرة أخرى في أغسطس 2025، وإذا تأخر الكونغرس، فقد يؤدي ذلك إلى أول تخلف عن السداد، وانخفاض التصنيف الائتماني (حيث تم تخفيضه من Aaa إلى Aa1 من قبل موديز). تكشف هذه الأزمات أن مشكلة الدين تظهر قبل سوق الأسهم، وأن سوق السندات هو "المركز العصبي" للاقتصاد.
آلية ارتباط سوق السندات بالعالم
سوق السندات هو مكبر للأزمات المالية، حيث يتجاوز حجمه 50 تريليون دولار، وهو أكبر نظام ائتماني عالمي. تعتبر السندات الأمريكية كمعيار "خالي من المخاطر"، حيث تنقل ديناميكياتها مباشرة إلى جميع أنحاء العالم. في سبتمبر 2025، ارتفعت عوائد السندات العالمية بشكل غير معتاد: على الرغم من توقع اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في 17 سبتمبر لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.25%، إلا أن العائد على السندات لأجل 10 سنوات لا يزال يصل إلى 4.05%. هذه الظاهرة تشمل العديد من الدول: عائد السندات الفرنسية لأجل 10 سنوات 3.2%، وكندا 3.1%، والمملكة المتحدة 3.4%، مما يعكس تضخم العجز المالي والركود المستمر.
مبدأ السندات باختصار: السندات هي سندات حكومية، ويتم تحديد العائد من خلال العرض والطلب. عندما ينخفض الطلب، يرتفع العائد مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الاقتراض. في الوقت الحالي، بلغ الدين العالمي 324 تريليون دولار، والدين العام تجاوز 100 تريليون دولار. التوجه نحو سياسة اليابان هو المحرك الرئيسي. خروج بنك اليابان من التحكم في منحنى العائد أدى إلى ارتفاع العائد على السندات لأجل 30 عامًا إلى 3.26%، وهو أعلى مستوى منذ التسعينيات. يعود ذلك إلى الشيخوخة (ضغط المعاشات التقاعدية) والعودة إلى التضخم، حيث اتجه المستثمرون اليابانيون نحو السوق المحلية، وقاموا بتقليص حيازاتهم من السندات الأمريكية (حيازة 1.147 تريليون دولار). انخفض الفارق في العائد بين اليابان والولايات المتحدة (4.05% مقابل 3.26%)، مما أدى إلى زيادة تكاليف التحوط وتسريع تدفق رأس المال.
تحدي هذا الترابط "الامتياز المفرط" للولايات المتحدة. يعتمد وضع احتياطي الدولار على الطلب على سندات الخزانة الأمريكية، لكن العقوبات المفروضة على روسيا في عام 2022 سرعت من عملية التخلص من الدولار: توسعت مجموعة البريكس لتشمل 10 دول، ووصلت نسبة التجارة غير بالدولار إلى 30%. بحلول عام 2025، ستحل مواعيد استحقاق ديون بقيمة تريليونات الدولارات، وستؤدي تقليص اليابان لمشترياتها إلى أزمة تمويل، مما يدفع العوائد إلى الارتفاع أكثر. التأثيرات واضحة: ارتفعت معدلات الرهن العقاري إلى 7%، مما أدى إلى تباطؤ سوق العقارات؛ انكماش في الائتمان للشركات، وتراجع في الاستثمارات؛ تباطؤ في الاستهلاك، حيث وصلت نسبة البطالة في أغسطس إلى 4.3%. تسارع التضخم في أغسطس إلى 2.9%. الاحتياطي الفيدرالي في مأزق: خفض الفائدة لتحفيز التوظيف، لكنه يحمل مخاطر التضخم؛ الثبات يعمق الركود.
انهيار تجارة التحكيم بالين الياباني في أغسطس 2024 هو عبرة من الماضي: الاستثمار بالرافعة المالية في السندات الأمريكية بالين الياباني منخفض الفائدة، تحول بنك اليابان يؤدي إلى ارتفاع الين، إغلاق مراكز بمليارات الدولارات، ارتفاع عائدات السندات الأمريكية بشكل كبير، وانخفاض الأسهم بنسبة 10%. في عام 2025، تتسع المخاطر، وارتفاع العائدات العالمية عكس التيار ينذر بـ "انهيار الوهم" - اهتزاز ثقة البنك المركزي، وانهيار وهم الديون.
ذهب يبرز: سعره في سبتمبر 3689 دولار/أونصة، ارتفاع شهري بنسبة 10.72%، وارتفاع سنوي بنسبة 43.35%. صافي شراء البنوك المركزية من الذهب يتجاوز 1000 طن، كتحوط ضد التآكل. في السبعينيات، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 2300%; اليوم الحجم أكبر، والتوقعات لنهاية 2025 عند 3800 دولار.
تظهر الروابط في سوق السندات العالمية: أزمة السندات الأمريكية كقطع الدومينو، تؤدي إلى انهيار تدفقات رأس المال واستقرار العملات.
تداخل الجغرافيا السياسية والديون
تآكل الديون يعوق المرونة الدبلوماسية. عندما يتجاوز الدين/الناتج المحلي الإجمالي 120%، يتم تقييد السياسات من قبل الدائنين. تمتلك الصين سندات خزينة أمريكية بقيمة 756 مليار دولار، وزادت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الضغط المالي. تهدف رسوم "يوم التحرير" التي فرضها ترامب إلى إحياء الصناعة، لكنها زادت العجز. تظهر أحداث عام 2025 أن سوق السندات يمكن أن يقلب الطموحات الجيوسياسية.
التحول التدريجي بعيدًا عن الدولار: بعد انهيار بريتون وودز، اعتمد الدولار على دولارات النفط، لكن في العقد 2020، بدأت السعودية بقبول اليوان، ودول البريكس تدفع نحو التسويات غير الدولارية. في عام 2024، ستصل النسبة إلى 30%، وستزداد احتياطيات البنوك المركزية من الذهب من 30 ألف طن إلى 40 ألف طن، بينما تمتلك الصين أكثر من 2000 طن. تأثير الديون على الدفاع: ميزانية عام 2025 تبلغ 900 مليار دولار، والاهتمام يضغط على المساحة. الإمبراطوريات ذات الديون العالية تلجأ غالبًا إلى الحرب، كما حدث في روما عندما نهبت الموارد. حذر هيمنغواي من أن أزمة الديون ترافقها "عائدات الحرب"، حيث يتم تحويل العبء من خلال التضخم.
تفاقم التوترات الجيوسياسية مخاطر الديون: النزاع الروسي الأوكراني يرفع أسعار الطاقة، التضخم مستمر؛ الاضطرابات في الشرق الأوسط تعكر صفو سلاسل التوريد. أصبحت الديون "نقطة ضعف"، مما يحد من "امتياز طباعة النقود" الأمريكي، ويولد نظامًا نقديًا متعدد الأقطاب.
معضلة الحلول
تحتاج معالجة الديون إلى استراتيجيات متعددة، ولكن الخيارات محدودة. أولاً، الدفع بالنمو: إعادة تنشيط الصناعة التحويلية، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي. خطة ترامب لخفض DOGE تهدف إلى تقليص البيروقراطية، ومن المتوقع أن توفر 250 مليار دولار، لكن من الصعب كسر عنق الزجاجة في الإنتاجية. خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوفر 25 مليار دولار من الفوائد، لكن التأثير محدود.
ثانياً، التحكم في النفقات: تشكل النفقات الثابتة 75%، وتكاليف السياسة التقشفية مرتفعة. تدعو المدرسة النمساوية إلى "الدمار الإبداعي"، لكن السياسيين يخشون من أصوات الناخبين. استراتيجية التضخم: معدلات الفائدة الحقيقية السلبية تخفف من الدين، التضخم من 2022 إلى 2025 يتراوح بين 5% و7%، لكن الرقم الحقيقي أعلى، ونموذج الاحتياطي الفيدرالي يغفل مخاطر الذيل.
ثالثاً، إعادة التعيين الافتراضية نادرة، وإصلاحات ميلاي في الأرجنتين (انخفاض التضخم من 200% إلى 20%) تقدم نموذجاً، لكن من الصعب تكرار ذلك في مجموعة السبع. زيادة الإيرادات الجمركية أو التوسع العسكري قد يؤديان إلى زيادة الديون. يشير غرانثام إلى أن المستثمرين يتبعون تفكيراً قصير الأجل ويفتقرون إلى الشجاعة.
قيود الاقتصاديين: نموذج تحسين يتجاهل التعقيد، تحذير هايك من "قيود المعرفة". السياسيون يفضلون السلطة، ونقد هينغ السابق في الاحتياطي الفيدرالي للبراءة. الحاجة إلى "وسطاء صادقين" مثل ميلاي، لدفع الإصلاح.
الاتجاهات العالمية وآفاق المستقبل
أزمة الديون تسرع التغيير: التحول عن الدولار يتقدم، سلة عملات البريكس، انتعاش قاعدة الذهب. الدين العام العالمي يمثل 100% من الناتج المحلي الإجمالي. التأثير الاجتماعي: عدم المساواة في الثروة، 90% من سوق الأسهم مركزة في أول 10%، شعور بالإحباط بين الطبقة الوسطى، وزيادة مخاطر الاضطرابات. تراجع الحريات المدنية، مثل قانون باتريوت.
انهيار السوق أو تدخل الدولة، لكن التاريخ مثل سياسة نيو ديل لعام 1929 يظهر، بعد الولادة من جديد يصبح أقوى. تنويع المستثمرين: الذهب، الأصول المادية.
التطلعات: تتوقع CBO أن تصل نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى 118% بحلول عام 2035، مع فائدة تبلغ 15.6%. يمكن للولايات المتحدة أن تعكس ذلك من خلال الإصلاحات، لكن الأمر يتطلب توافق بين الحزبين. يحتاج العالم إلى التنسيق لتعزيز إدارة الدين المستدام.
الاستنتاج
من أزمة ديون الولايات المتحدة إلى أزمة الديون العالمية، هي نتاج أخطاء سياسية وعدم توازن نظامي. 37.4 تريليون دولار من الديون، نسبة 124% وعائد 4.05%، تتداخل مع تضخم بنسبة 2.9% وبطالة بنسبة 4.3%، تشير إلى ركود تضخمي. اليابان تتحول إلى تعزيز الضعف، وسوق السندات تحذر من إعادة ضبط العملة. التغيير يتطلب شجاعة، والمستثمرون يجب أن يكونوا حذرين من البجع الرمادي. على المدى الطويل، التحطيم البناء أو إعادة تشكيل نظام مستدام، لتجنب غروب الإمبراطورية.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
أعجبني
إعجاب
1
إعادة النشر
مشاركة
تعليق
0/400
IELTS
· منذ 9 س
من أزمة ديون الولايات المتحدة إلى أزمة الديون العالمية
مقدمة
في سبتمبر 2025، بلغ حجم الدين الفيدرالي الأمريكي مستوى قياسياً بلغ 37.4 تريليون دولار، وهو رقم يشبه جبل جليدي عظيم، يبدو هادئاً ولكنه يخفي مخاطر عالمية متصاعدة. ليست مشكلة الدين خاصة بالولايات المتحدة، بل هي التحدي الأساسي في النظام الاقتصادي المعاصر، حيث تتداخل مع عدم توازن السياسات المالية، وضعف نمو الإنتاجية، وهشاشة النظام النقدي. من الاستقرار النسبي بعد الحرب العالمية الثانية إلى التضخم الأسي الحالي، لم يعد تطور الدين العام الأمريكي يختبر مرونة الاقتصاد المحلي فحسب، بل يؤثر بعمق على أنماط التجارة الدولية، وهيمنة العملة، وصراعات الجغرافيا السياسية. فهم أسباب هذه الأزمة، وأشكالها، وردود أفعالها المتسلسلة، أمر بالغ الأهمية للمستثمرين، والاقتصاديين، وصانعي السياسات. ستتناول هذه المقالة تطور الدين الأمريكي التاريخي، وتحليل البيانات والمؤشرات الحالية، واستعراض الأحداث الأزمة الأخيرة، واستكشاف آلية ارتباط سوق السندات بالعالم، وكشف التأثيرات المتداخلة للجغرافيا السياسية، وتحليل معضلات الحلول، ورؤية الاتجاهات العالمية. من خلال منظور موضوعي، سنكشف كيف تحولت أزمة ديون الولايات المتحدة إلى أزمة ديون عالمية، وسنستكشف إعادة الهيكلة الهيكلية المحتملة.
من أزمة ديون الولايات المتحدة إلى أزمة الديون العالمية
المقدمة
في سبتمبر 2025، وصلت ديون الحكومة الفيدرالية الأمريكية إلى مستوى قياسي بلغ 37.4 تريليون دولار، وهذا الرقم يشبه جبلًا جليديًا ضخمًا، يبدو سطحيًا هادئًا ولكنه يخفي مخاطر عالمية متصاعدة. ليست مشكلة الديون مقتصرة على الولايات المتحدة فحسب، بل هي التحدي الأساسي للنظام الاقتصادي المعاصر، حيث تتشابك مع عدم توازن السياسات المالية، وضعف النمو في الإنتاجية، وهشاشة النظام النقدي. من الاستقرار النسبي بعد الحرب العالمية الثانية إلى التضخم الأسي الحالي، فإن تطور الدين العام الأمريكي لا يختبر فقط مرونة الاقتصاد المحلي، بل يؤثر أيضًا بشكل عميق على نمط التجارة الدولية، وهيمنة العملة، وصراعات الجغرافيا السياسية. فهم أسباب هذه الأزمة، وأشكال ظهورها، وتداعياتها المتسلسلة أمر بالغ الأهمية للمستثمرين، الاقتصاديين، وصانعي السياسات. ستتناول هذه المقالة تطور ديون الولايات المتحدة عبر التاريخ، وتحليل البيانات والمؤشرات الحالية، واستعراض أحداث الأزمة الأخيرة، واستكشاف آلية ارتباط سوق السندات بالعالم، وكشف التأثيرات المتداخلة للجغرافيا السياسية، وتحليل معضلات الحلول، ورؤية الاتجاهات العالمية. من خلال وجهة نظر موضوعية، سنكشف كيف تحولت أزمة ديون الولايات المتحدة إلى أزمة ديون عالمية، ونستكشف إعادة الهيكلة الهيكلية المحتملة.
أزمة الديون تشبه عاصفة مالية صامتة، حيث تنشأ من خيارات السياسة ولكنها تؤثر على الاقتصاد الحقيقي والاستقرار الاجتماعي. تاريخياً، أدت توسعات الديون في الإمبراطورية الرومانية إلى انخفاض قيمة العملة وانهيار الإمبراطورية؛ بينما تمكنت بريطانيا في القرن التاسع عشر من تجاوز تهديد قمة الديون من خلال الثورة الصناعية. المسار الحالي للولايات المتحدة يبدو أكثر تشابهاً مع الحالة الأولى - حيث تجاوزت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي 120%، وهو ما يفوق بكثير النسبة الموصى بها من قبل صندوق النقد الدولي (IMF) والتي تتراوح بين 60%-80%. هذه النسبة لا تعيق النمو الاقتصادي فحسب، بل تزيد أيضاً من ضغوط التضخم وعدم الاستقرار المالي. والأكثر خطورة هو أنه مع تحول سياسات الدائنين الرئيسيين مثل اليابان، ترتفع عوائد سوق السندات العالمية بشكل متزامن، مما ينبئ بإعادة تشكيل تدفقات رأس المال وإعادة ضبط النظام النقدي المحتمل. في سبتمبر 2025، كانت عوائد السندات الحكومية الأمريكية لمدة 10 سنوات حوالي 4.05%، بينما بلغت عوائد السندات الحكومية اليابانية لمدة 30 عاماً 3.26%، وعوائد السندات لمدة 10 سنوات في منطقة اليورو حوالي 3.16%. هذه البيانات ليست معزولة، بل هي تجسيد لإجمالي الديون العالمية الذي تجاوز 324 تريليون دولار. تهدف هذه المقالة من خلال تحليل منهجي إلى كشف الأبعاد المتعددة لهذه الأزمة وتقديم رؤى للتصدي لها.
تطور تاريخ الدين الأمريكي
تاريخ الدين العام الأمريكي يعود إلى عام 1789 في بداية تأسيس البلاد، حيث كان الدين حينها 54 مليون دولار، ناتجًا بشكل رئيسي عن احتياجات تمويل حرب الاستقلال. ومع ذلك، فإن جذور أزمة الدين الحديثة تشكلت بشكل رئيسي في منتصف القرن العشرين. خلال الحرب العالمية الثانية، أصدرت الولايات المتحدة سندات حرب ضخمة لدعم الحلفاء والإنتاج المحلي، مما أدى إلى وصول إجمالي الدين العام إلى 258.9 مليار دولار في عام 1945، وهو ما يمثل 120% من الناتج المحلي الإجمالي. على الرغم من أن هذه القمة كانت مذهلة، إلا أن الانتعاش الاقتصادي المعجزي بعد الحرب - بفضل التحفيز الكينزي واستقرار نظام بريتون وودز - قلل بسرعة من عبء الدين. بحلول عام 1960، استقر مستوى الدين حول 300 مليار دولار، وانخفضت نسبة الدين/إجمالي الناتج المحلي إلى أقل من 35%، مما يعكس حيوية الولايات المتحدة كقوة اقتصادية عالمية.
من السبعينيات، دخلت زيادة الديون في مرحلة تسارع. هذا التحول مرتبط ارتباطًا وثيقًا بحرب فيتنام المستمرة، وفقدان السيطرة على التضخم، وتوسع نظام الرفاه الاجتماعي. في عام 1970، كانت الديون العامة 3700 مليار دولار؛ بحلول عام 1980، تضخمت إلى 9070 مليار دولار، وارتفعت نسبة الديون إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى 32%. على الرغم من أن إصلاحات "الجانب العرضي" لإدارة ريغان حفزت النمو الاقتصادي، إلا أن الزيادة الهائلة في الإنفاق العسكري وتخفيض الضرائب زادت من العجز. مع دخول التسعينيات، عكس الفائض المالي في فترة كلينتون الاتجاه لفترة قصيرة - من 1998 إلى 2001، حققت الولايات المتحدة فائضًا في الميزانية لمدة أربع سنوات متتالية، بإجمالي يزيد عن 5000 مليار دولار - لكن هذه "فترة شهر العسل" تم كسرها بسرعة.
في أوائل القرن الحادي والعشرين، كانت هجمات "11 سبتمبر" علامة على مرحلة جديدة من تضخم الديون. أدت نفقات الحرب على الإرهاب وصراعات أفغانستان والعراق إلى ارتفاع الدين من 57 تريليون دولار في عام 2000 إلى 100 تريليون دولار في عام 2008. أصبحت أزمة المالية العالمية في عام 2008 نقطة تحول: أدت انهيارات الرهن العقاري إلى تجميد الائتمان، وأطلق الاحتياطي الفيدرالي والكونغرس خطط تحفيز بقيمة تريليونات الدولارات، بما في ذلك التيسير الكمي (QE) وقانون الانتعاش وإعادة الاستثمار في الولايات المتحدة. خلال إدارة أوباما، استمرت الديون في الارتفاع، حيث وصلت إلى 19.5 تريليون دولار بحلول عام 2016. خلال فترة ترامب، أدت إصلاحات الضرائب في عام 2017 (قانون تخفيض الضرائب والوظائف) إلى تقليص الإيرادات الفيدرالية بحوالي 1.5 تريليون دولار، في حين أن نفقات الاستجابة لجائحة كوفيد-19 زادت العبء، ليصل الدين إلى أكثر من 27 تريليون دولار بحلول نهاية عام 2020. واصلت إدارة بايدن السياسة المالية الميسرة، حيث أدى قانون البنية التحتية وخطة "إعادة البناء بشكل أفضل" إلى زيادة النفقات، وتجاوز الدين 31 تريليون دولار في عام 2023.
مع دخول عام 2025، لا تزال وتيرة نمو الديون تتزايد. وفقًا لبيانات وزارة الخزانة الأمريكية، اعتبارًا من سبتمبر 2025، يبلغ إجمالي الدين العام حوالي 37.4 تريليون دولار، منها 30.1 تريليون دولار من الديون المحتفظ بها من قبل الجمهور، و7.3 تريليون دولار من ديون الحكومة الداخلية. هذه الأرقام زادت بنحو 1.9 تريليون دولار مقارنة بنهاية عام 2024 التي كانت 35.5 تريليون دولار، بمتوسط إضافي شهري يبلغ حوالي 160 مليار دولار. يمكن تشبيه حجم الدين الكبير بمقياس زمني: مائة مليون ثانية تعادل 3.17 سنة، تعود إلى عام 2022؛ ولكن تريليون ثانية يتطلب 31.7 ألف سنة، وهو ما يتجاوز تاريخ الحضارة البشرية. هذا الارتفاع الأسي ناتج عن تأثيرات متراكمة من الحروب، والانكماش الاقتصادي، والتحولات الاجتماعية. تاريخيًا، غالبًا ما تؤدي فخاخ الديون إلى تدهور العملة واضطرابات اجتماعية، مثل تدهور العملات الفضية في الإمبراطورية الرومانية أو الانهيار المالي الذي حدث قبل الثورة الفرنسية. المسار الحالي للولايات المتحدة مشابه، ويجب توخي الحذر بشأن حد الاستدامة.
إن زيادة الديون ليست خطية، بل هي نتاج دورة السياسات. لقد أكدت الفترة التي هيمنت عليها الكينزية بعد الحرب على الإنفاق العجز لتحفيز الطلب، لكنها تجاهلت القيود الجانبية الطويلة الأمد. لقد خففت مكافآت العولمة في عصر ريغان-كلينتون الضغط بشكل مؤقت، لكنها كشفت عن هشاشة المالية بعد عام 2008. لقد سرعت الجائحة هذه العملية: من 2020 إلى 2022، وصل معدل الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى 132.8٪. والآن، مع شيخوخة السكان وتباطؤ الإنتاجية (معدل النمو السنوي المتوسط بين 2020-2025 يبلغ 1.2٪ فقط)، أصبحت الديون قيدًا هيكليًا، يعيق المساحة المالية.
البيانات الحالية للديون والمؤشرات
أحدث البيانات في سبتمبر 2025 تشير إلى أن أزمة الديون الأمريكية قد تحولت من خطر محتمل إلى تهديد حقيقي. إجمالي الدين العام يبلغ 37.4 تريليون دولار، حيث يمتلك المستثمرون الأجانب حوالي 30% (حوالي 11.2 تريليون دولار)، ويشمل ذلك بشكل رئيسي اليابان (1.147 تريليون دولار) والصين (حوالي 756 مليار دولار). نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي تصل إلى 124%، بزيادة عن 123% في عام 2024، وهو ما يتجاوز بكثير عتبة صندوق النقد الدولي. الدلالة التاريخية لهذه النسبة عميقة: عندما تتجاوز 100%، ينخفض معدل نمو الاقتصاد بمعدل الثلث في المتوسط، كما قال ديفيد هيوم، عبور "نهر الروبيكون" سيقيد الإنتاجية والابتكار.
تظل ديون الأسرة بمثابة جرس إنذار دائم. تشير بيانات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى أن إجمالي ديون الأسر سيصل إلى 20.1 تريليون دولار في الربع الثاني من عام 2025، ويبلغ معدل الدين إلى الدخل حوالي 97%. تشكل الرهون العقارية أكثر من 60% (حوالي 12 تريليون دولار)، والديون الطلابية 1.6 تريليون دولار، وديون بطاقات الائتمان 1.1 تريليون دولار. تعكس هذه المؤشرات هشاشة الطبقة المتوسطة: ارتفاع أسعار المساكن وتكاليف التعليم يزيدان من الرافعة المالية، وأي زيادة في أسعار الفائدة قد تؤدي إلى موجة من التخلف عن السداد. يبلغ إجمالي ديون الشركات حوالي 19 تريليون دولار، ومعدل الرفع المالي بلغ أعلى مستوى له في التاريخ، حيث بلغ معدل ديون الشركات غير المالية إلى الناتج المحلي الإجمالي 95%، وهو أعلى من ذروته في عام 2008.
أصبحت عبء الفائدة على ديون الحكومة "قنبلة موقوتة". في السنة المالية 2025، من المتوقع أن تصل مدفوعات الفائدة إلى 1.2 تريليون دولار، وهو ما يمثل أكثر من 15% من الميزانية الفيدرالية، مضاعفاً عن 300 مليار دولار في عام 2020. يعود هذا الارتفاع الكبير إلى استمرار سعر الفائدة الأساسي للاحتياطي الفيدرالي عند حوالي 4.5%، وارتفاع عائدات سندات الخزانة لمدة 10 سنوات إلى 4.05%. مع الأخذ في الاعتبار النفقات الثابتة مثل الضمان الاجتماعي (حوالي 1.4 تريليون دولار)، والرعاية الطبية (1.2 تريليون دولار) والدفاع (900 مليار دولار)، أصبحت هذه المشاريع تمثل 75% من الميزانية، مرتفعة بشكل كبير عن 65% في عام 2016. من الصعب مطابقة الإيرادات الضريبية: في عام 2024، من المتوقع أن تكون الإيرادات الفيدرالية 4.9 تريليون دولار، مع عجز قدره 1.8 تريليون دولار؛ ومن المتوقع أن يصل العجز في عام 2025 إلى 1.9 تريليون دولار.
تتوقع صندوق النقد الدولي أنه إذا لم تحدث إصلاحات، فإن الدين/الناتج المحلي الإجمالي سيصل إلى 140% بحلول عام 2030، وستشكل تكاليف الفائدة 20% من الميزانية. تكشف هذه البيانات عن اختلال هيكلي: ضعف نمو الإنتاجية (معدل المشاركة في القوى العاملة فقط 62.5%)، والشيخوخة (تشكل الفئة العمرية فوق 65 عامًا 20% من السكان)، والمنافسة العالمية (مثل التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة) تعزز المخاطر. ديون الأسر والشركات والحكومة تعكس بعضها البعض، مما يشكل "ثلاثية الديون"، حيث أن أي حلقة تتكسر قد تؤدي إلى انهيار نظامي.
أحداث أزمة الديون الأخيرة
أزمة الديون تحولت من التجريد إلى الواقع من خلال أحداث محددة. كانت أزمة سوق إعادة الشراء في سبتمبر 2019 بمثابة نذير: حيث قفزت أسعار الفائدة على إعادة الشراء لليلة واحدة إلى 10%، نتيجة لنقص احتياطيات البنوك وفائض في إمدادات السندات الحكومية، مما اضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى ضخ مئات المليارات من الدولارات من السيولة لتهدئة الأوضاع. وهذا كشف عن هشاشة النظام المصرفي الموازي ودور الاحتياطي الفيدرالي ك"مقرض الملاذ الأخير".
في مارس 2020، أدى وباء كوفيد-19 إلى حالة من الذعر العالمي حول "السيولة النقدية"، حيث انخفضت سندات الخزانة الأمريكية والسوق المالية بشكل حاد، حيث انخفض مؤشر داو جونز بنسبة 20% في غضون أسبوع، وانخفض العائد على السندات لمدة 10 سنوات إلى 0.3%. أطلق الاحتياطي الفيدرالي برنامج التيسير الكمي غير المحدود، وشراء أصول بقيمة 3 تريليون دولار، مما ساهم في استقرار السوق. لكن هذه "الطائرات العمودية التي تضخ الأموال" زادت من فقاعة الأصول وعدم المساواة.
أزمة المعاشات في المملكة المتحدة عام 2022 تؤثر على العالم: خطة خفض الضرائب لحكومة ليز تروس أدت إلى ارتفاع عائدات السندات البريطانية، مما تسبب في رد فعل سلسلة من بيع صناديق المعاشات للسندات الأمريكية. بلغت نسبة التضخم في الولايات المتحدة 9%، ورفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة أدى إلى انخفاض أسعار السندات بنسبة 20%. في عام 2023، انهارت خمس بنوك بما في ذلك بنك سيليكون فالي (SVB)، مع خسائر إجمالية تتجاوز 500 مليار دولار، والسبب الرئيسي هو الخسائر المحاسبية من حيازة السندات الحكومية طويلة الأجل.
إن حادثة "رقصة ترامب الثنائية" في أبريل 2025 كانت أكثر تحذيرًا: حيث أعلنت إدارة ترامب عن زيادة التعريفات الجمركية في "يوم التحرير"، بزيادة 60% على الصين، ولكن في اليوم التالي شهدت مزادات السندات الحكومية برودة، حيث انخفض معدل الاكتتاب إلى 2.41، وارتفعت العوائد إلى 5%. وقد تحول السياسة بسرعة، مما يبرز دور سوق السندات ك"مؤشر للطقس". في يناير 2025، تفاقمت أزمة حد الديون: تم تحديد الحد عند 36.1 تريليون دولار، واستنفدت وزارة الخزانة "الإجراءات الاستثنائية" في 23 يناير، مما أجبر الكونغرس على التشريع بشكل عاجل. لم تكن هذه الأحداث معزولة، بل كانت إشارات من سوق الائتمان المهيمن بالديون: فائض العرض، وضعف الطلب وعدم اليقين في السياسة متشابكة، مما ينذر بعاصفة أكبر.
لقد تم تعديل سقف الدين 78 مرة منذ عام 1960، مما أدى إلى تقلبات في السوق في كل مرة. من المتوقع أن يصل السقف إلى ذروته مرة أخرى في أغسطس 2025، وإذا تأخر الكونغرس، فقد يؤدي ذلك إلى أول تخلف عن السداد، وانخفاض التصنيف الائتماني (حيث تم تخفيضه من Aaa إلى Aa1 من قبل موديز). تكشف هذه الأزمات أن مشكلة الدين تظهر قبل سوق الأسهم، وأن سوق السندات هو "المركز العصبي" للاقتصاد.
آلية ارتباط سوق السندات بالعالم
سوق السندات هو مكبر للأزمات المالية، حيث يتجاوز حجمه 50 تريليون دولار، وهو أكبر نظام ائتماني عالمي. تعتبر السندات الأمريكية كمعيار "خالي من المخاطر"، حيث تنقل ديناميكياتها مباشرة إلى جميع أنحاء العالم. في سبتمبر 2025، ارتفعت عوائد السندات العالمية بشكل غير معتاد: على الرغم من توقع اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في 17 سبتمبر لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.25%، إلا أن العائد على السندات لأجل 10 سنوات لا يزال يصل إلى 4.05%. هذه الظاهرة تشمل العديد من الدول: عائد السندات الفرنسية لأجل 10 سنوات 3.2%، وكندا 3.1%، والمملكة المتحدة 3.4%، مما يعكس تضخم العجز المالي والركود المستمر.
مبدأ السندات باختصار: السندات هي سندات حكومية، ويتم تحديد العائد من خلال العرض والطلب. عندما ينخفض الطلب، يرتفع العائد مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الاقتراض. في الوقت الحالي، بلغ الدين العالمي 324 تريليون دولار، والدين العام تجاوز 100 تريليون دولار. التوجه نحو سياسة اليابان هو المحرك الرئيسي. خروج بنك اليابان من التحكم في منحنى العائد أدى إلى ارتفاع العائد على السندات لأجل 30 عامًا إلى 3.26%، وهو أعلى مستوى منذ التسعينيات. يعود ذلك إلى الشيخوخة (ضغط المعاشات التقاعدية) والعودة إلى التضخم، حيث اتجه المستثمرون اليابانيون نحو السوق المحلية، وقاموا بتقليص حيازاتهم من السندات الأمريكية (حيازة 1.147 تريليون دولار). انخفض الفارق في العائد بين اليابان والولايات المتحدة (4.05% مقابل 3.26%)، مما أدى إلى زيادة تكاليف التحوط وتسريع تدفق رأس المال.
تحدي هذا الترابط "الامتياز المفرط" للولايات المتحدة. يعتمد وضع احتياطي الدولار على الطلب على سندات الخزانة الأمريكية، لكن العقوبات المفروضة على روسيا في عام 2022 سرعت من عملية التخلص من الدولار: توسعت مجموعة البريكس لتشمل 10 دول، ووصلت نسبة التجارة غير بالدولار إلى 30%. بحلول عام 2025، ستحل مواعيد استحقاق ديون بقيمة تريليونات الدولارات، وستؤدي تقليص اليابان لمشترياتها إلى أزمة تمويل، مما يدفع العوائد إلى الارتفاع أكثر. التأثيرات واضحة: ارتفعت معدلات الرهن العقاري إلى 7%، مما أدى إلى تباطؤ سوق العقارات؛ انكماش في الائتمان للشركات، وتراجع في الاستثمارات؛ تباطؤ في الاستهلاك، حيث وصلت نسبة البطالة في أغسطس إلى 4.3%. تسارع التضخم في أغسطس إلى 2.9%. الاحتياطي الفيدرالي في مأزق: خفض الفائدة لتحفيز التوظيف، لكنه يحمل مخاطر التضخم؛ الثبات يعمق الركود.
انهيار تجارة التحكيم بالين الياباني في أغسطس 2024 هو عبرة من الماضي: الاستثمار بالرافعة المالية في السندات الأمريكية بالين الياباني منخفض الفائدة، تحول بنك اليابان يؤدي إلى ارتفاع الين، إغلاق مراكز بمليارات الدولارات، ارتفاع عائدات السندات الأمريكية بشكل كبير، وانخفاض الأسهم بنسبة 10%. في عام 2025، تتسع المخاطر، وارتفاع العائدات العالمية عكس التيار ينذر بـ "انهيار الوهم" - اهتزاز ثقة البنك المركزي، وانهيار وهم الديون.
ذهب يبرز: سعره في سبتمبر 3689 دولار/أونصة، ارتفاع شهري بنسبة 10.72%، وارتفاع سنوي بنسبة 43.35%. صافي شراء البنوك المركزية من الذهب يتجاوز 1000 طن، كتحوط ضد التآكل. في السبعينيات، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 2300%; اليوم الحجم أكبر، والتوقعات لنهاية 2025 عند 3800 دولار.
تظهر الروابط في سوق السندات العالمية: أزمة السندات الأمريكية كقطع الدومينو، تؤدي إلى انهيار تدفقات رأس المال واستقرار العملات.
تداخل الجغرافيا السياسية والديون
تآكل الديون يعوق المرونة الدبلوماسية. عندما يتجاوز الدين/الناتج المحلي الإجمالي 120%، يتم تقييد السياسات من قبل الدائنين. تمتلك الصين سندات خزينة أمريكية بقيمة 756 مليار دولار، وزادت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الضغط المالي. تهدف رسوم "يوم التحرير" التي فرضها ترامب إلى إحياء الصناعة، لكنها زادت العجز. تظهر أحداث عام 2025 أن سوق السندات يمكن أن يقلب الطموحات الجيوسياسية.
التحول التدريجي بعيدًا عن الدولار: بعد انهيار بريتون وودز، اعتمد الدولار على دولارات النفط، لكن في العقد 2020، بدأت السعودية بقبول اليوان، ودول البريكس تدفع نحو التسويات غير الدولارية. في عام 2024، ستصل النسبة إلى 30%، وستزداد احتياطيات البنوك المركزية من الذهب من 30 ألف طن إلى 40 ألف طن، بينما تمتلك الصين أكثر من 2000 طن. تأثير الديون على الدفاع: ميزانية عام 2025 تبلغ 900 مليار دولار، والاهتمام يضغط على المساحة. الإمبراطوريات ذات الديون العالية تلجأ غالبًا إلى الحرب، كما حدث في روما عندما نهبت الموارد. حذر هيمنغواي من أن أزمة الديون ترافقها "عائدات الحرب"، حيث يتم تحويل العبء من خلال التضخم.
تفاقم التوترات الجيوسياسية مخاطر الديون: النزاع الروسي الأوكراني يرفع أسعار الطاقة، التضخم مستمر؛ الاضطرابات في الشرق الأوسط تعكر صفو سلاسل التوريد. أصبحت الديون "نقطة ضعف"، مما يحد من "امتياز طباعة النقود" الأمريكي، ويولد نظامًا نقديًا متعدد الأقطاب.
معضلة الحلول
تحتاج معالجة الديون إلى استراتيجيات متعددة، ولكن الخيارات محدودة. أولاً، الدفع بالنمو: إعادة تنشيط الصناعة التحويلية، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي. خطة ترامب لخفض DOGE تهدف إلى تقليص البيروقراطية، ومن المتوقع أن توفر 250 مليار دولار، لكن من الصعب كسر عنق الزجاجة في الإنتاجية. خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوفر 25 مليار دولار من الفوائد، لكن التأثير محدود.
ثانياً، التحكم في النفقات: تشكل النفقات الثابتة 75%، وتكاليف السياسة التقشفية مرتفعة. تدعو المدرسة النمساوية إلى "الدمار الإبداعي"، لكن السياسيين يخشون من أصوات الناخبين. استراتيجية التضخم: معدلات الفائدة الحقيقية السلبية تخفف من الدين، التضخم من 2022 إلى 2025 يتراوح بين 5% و7%، لكن الرقم الحقيقي أعلى، ونموذج الاحتياطي الفيدرالي يغفل مخاطر الذيل.
ثالثاً، إعادة التعيين الافتراضية نادرة، وإصلاحات ميلاي في الأرجنتين (انخفاض التضخم من 200% إلى 20%) تقدم نموذجاً، لكن من الصعب تكرار ذلك في مجموعة السبع. زيادة الإيرادات الجمركية أو التوسع العسكري قد يؤديان إلى زيادة الديون. يشير غرانثام إلى أن المستثمرين يتبعون تفكيراً قصير الأجل ويفتقرون إلى الشجاعة.
قيود الاقتصاديين: نموذج تحسين يتجاهل التعقيد، تحذير هايك من "قيود المعرفة". السياسيون يفضلون السلطة، ونقد هينغ السابق في الاحتياطي الفيدرالي للبراءة. الحاجة إلى "وسطاء صادقين" مثل ميلاي، لدفع الإصلاح.
الاتجاهات العالمية وآفاق المستقبل
أزمة الديون تسرع التغيير: التحول عن الدولار يتقدم، سلة عملات البريكس، انتعاش قاعدة الذهب. الدين العام العالمي يمثل 100% من الناتج المحلي الإجمالي. التأثير الاجتماعي: عدم المساواة في الثروة، 90% من سوق الأسهم مركزة في أول 10%، شعور بالإحباط بين الطبقة الوسطى، وزيادة مخاطر الاضطرابات. تراجع الحريات المدنية، مثل قانون باتريوت.
انهيار السوق أو تدخل الدولة، لكن التاريخ مثل سياسة نيو ديل لعام 1929 يظهر، بعد الولادة من جديد يصبح أقوى. تنويع المستثمرين: الذهب، الأصول المادية.
التطلعات: تتوقع CBO أن تصل نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى 118% بحلول عام 2035، مع فائدة تبلغ 15.6%. يمكن للولايات المتحدة أن تعكس ذلك من خلال الإصلاحات، لكن الأمر يتطلب توافق بين الحزبين. يحتاج العالم إلى التنسيق لتعزيز إدارة الدين المستدام.
الاستنتاج
من أزمة ديون الولايات المتحدة إلى أزمة الديون العالمية، هي نتاج أخطاء سياسية وعدم توازن نظامي. 37.4 تريليون دولار من الديون، نسبة 124% وعائد 4.05%، تتداخل مع تضخم بنسبة 2.9% وبطالة بنسبة 4.3%، تشير إلى ركود تضخمي. اليابان تتحول إلى تعزيز الضعف، وسوق السندات تحذر من إعادة ضبط العملة. التغيير يتطلب شجاعة، والمستثمرون يجب أن يكونوا حذرين من البجع الرمادي. على المدى الطويل، التحطيم البناء أو إعادة تشكيل نظام مستدام، لتجنب غروب الإمبراطورية.